هل يتحول الذكاء الصناعي من خيال علمي إلى واقع يومي

تستخدم المواقع الرئيسية للإنترنت في جميع أنحاء العالم نظاماً يسمى CAPTCHA “كابتشا” للتحقق من أن شخص المستخدم في الواقع هو إنسان وليس روبوت، وذلك عند إدخال بيانات أو تسجيل الدخول إلى حساب، وفقا لمقال فيفاك وادهوا، المتخصص في التكنولوجيا والابتكارات، الذي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
يذكر أن هذا البرنامج قام بوضعه العالم ألان تورنغ. كانت الحروف والأرقام متعرجة، وغالبا ما يتم نشرها بخلفية من الصور أو على خلفيات محكمة، وتلك كانت وسيلة جيدة لإحباط محاولات #الهاكرز. وتعد وسيلة مزعجة ولكنها في نفس الوقت فعالة. ومع ذلك، يمكن اعتبار أن أيام CAPTCHA كخط دفاع قابل للتطبيق باتت محدودة.
فقد قام باحثون في شركة “فيكاريوس” Vicarious، وهي شركة ذكاء صناعي في كاليفورنيا، تحصل على تمويلها من مؤسس أمازون (وهو في نفس الوقت مالك واشنطن بوست) جيفري بيزوس ومؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ، بنشر ورقة بحثية توثق كيف تمكنوا من هزيمة CAPTCHA باستخدام تقنيات ذكاء صناعي جديدة.
في حين أن تقنيات الذكاء الصناعي الأكثر تقدما اليوم تستخدم الشبكات العصبية، التي تتطلب كميات هائلة من البيانات للتعلم منها، وأحيانا الملايين من الأمثلة، قال الباحثون إن نظامهم يحتاج إلى 5 خطوات تدريبية فقط للقضاء على تقنية غوغل المعروفة باسم “reCAPTCHA”. وبهذا، حققوا نسبة نجاح بلغت 67 % لكل حرف – وهي نسبة قريبة إلى حد معقول من معدل دقة المستخدم الإنسان البالغ 87 %. وفي الإجابة على CAPTCHA علي “PayPal” و”Yahoo”، حقق النظام معدل دقة أكبر من 50%.
وجاء اختراق CAPTCHA بسهولة مذهلة على يد فريق “DeepMind” التابع لغوغل، وهم أفراد الفريق الذي قام ببناء أفضل نظام للعب في العالم. قام فريق DeepMind ببناء نظام ذكاء صناعي جديد يسمى “ألفا غو زيرو” AlphaGo Zero، الذي تعلم ذاتيا ممارسة اللعبة على مستوى العالم باستخدام الحد الأدنى من بيانات التدريب، وذلك أساسا باستخدام طريقة الصواب والخطأ، بأسلوب مشابه لمحاولة التعلم عند البشر.
إن كلا من نظام الألعاب “ألفا غو زيرو” وفك رموز CAPTCHA إنما هي أمثلة واضحة على ما نسميه الذكاء الصناعي الضيق، والذي يختلف عن الذكاء الصناعي العامAGI ، وهو من أمور الخيال العلمي. وهو ما يذكرنا بشخصيات الروبوت R2-D2من فيلم”Star Wars” وشخصية “Ava” من فيلم “Ex Machina” أوسوفت وير “سامانثا” الذي يقع مطوره في غرامه بفيلم “Her?” والذين يمكن أن تقوموا بفعل أشياء كثيرة وتعلم كل ما يحتاجون إليه من تلقاء أنفسهم.
إن تقنيات الذكاء الصناعي الضيقة هي أنظمة لا يمكنها إلا أن تؤدي نوعا واحدا من المهام. على سبيل المثال، إذا طلبت من “ألفا غو زيرو” أن تتعلم لعبة “Monopoly”، فإنه لا يمكنه ذلك، على الرغم من أن هذه اللعبة أقل تطورا بكثير عن “Go”، وبالمثل إذا طلبت من نظام فك شفرة CAPTCHA تعلم كيفية فهم عبارة منطوقة، فإنه لن يعرف حتى من أين تبدأ.
وحتى الآن، على الرغم من أن هناك صعوبة في بناء نظم الذكاء الصناعي الضيق بدرجة الكمال. ويتطلب الأمر، عند الحاجة إلى أداء مهام بسيطة جدا، مثل التمييز بين ما إذا كانت الصورة مثلا لقط أم كلب، يحتاج لتطوير نموذج يوضح بالتفصيل ما يجري تحليله، بالإضافة إلى كم هائل من البيانات مع أمثلة.
تستخدم الأمثلة لتدريب أنظمة الذكاء الصناعي، التي يتم تطويرها بطريقة تحاكي طريقة عمل الشبكات العصبية في الدماغ، والتي يتم فيها تعديل العلاقات بين طبقات من الخلايا العصبية على أساس ما يتم ملاحظته. ببساطة، أنت تقول لنظام الذكاء الصناعي بالضبط ماذا يتعلم، وكلما تم ضخ مزيد من البيانات للنظام أصبح أكثر دقة.
ولقد اتبعت شركة Vicarious وغوغل أساليب مختلفة، حيث سمحا لهذه النظم بالتعلم من تلقاء نفسها، وإن كان ذلك في نطاق ضيق. ومن خلال تقديم افتراضاتهم حول ما يجب أن يكون نموذج التدريب وتجربة عدد من التباديل المختلفة إلى أن يتوصلوا إلى النتائج الصحيحة، وتمكنوا من تعليم أنفسهم كيفية قراءة الحروف في CAPTCHA أو ممارسة لعبة ما.
وهذا يخفف من الخط الفاصل بين الذكاء الصناعي الضيق والذكاء الصناعي العام AGI.
وبعيدا عن التعرف البصري، فإن الاختراق الذي قامت به Vicarious ونجاح “ألفا غو زيرو”، يشجعان العلماء على التفكير في الكيفية التي يمكن أن تتعلم بها أنظمة الذكاء الصناعي أن تفعل أشياء من الصفر. وهذا يقودنا خطوة واحدة أقرب إلى التعايش مع الطبقات من أنظمة الذكاء الصناعي والروبوتات، التي يمكن أن تتعلم أداء المهام الجديدة، التي تكون مجرد تغييرات طفيفة على مهامهم السابقة – وفي نهاية المطاف تصبح من أنظمة AGIأو الذكاء الصناعي العام ويتحول #الخيال_العلمي إلى واقع يومي في وقت أقرب مما نتصور.

You may also like...

0 thoughts on “هل يتحول الذكاء الصناعي من خيال علمي إلى واقع يومي”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحميل المجلة

شرفتي.. المقال الصحفي…… هل ما زال؟!

رئيس التحرير
الدكتور وليد السعدي

Polls

هل انت مع منع لعبة البوكمن في البلاد العربية ؟

Loading ... Loading ...
Facebook
Google+
Twitter
YouTube
Instagram